​تدشين مشروع "أصوات عدن الخضراء" تمكين المجتمع المدني لقيادة العمل المناخي والبيئي

2025-10-05

​برعاية معالي وزير المياه والبيئة المهندس توفيق الشرجبي، ومعالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، دشّنت مؤسسة الصحافة الإنسانية (HJF)، اليوم الأحد الموافق 5 أكتوبر 2025، مشروعها النوعي "أصوات عدن الخضراء"، بالشراكة مع منظمة سيفرورلد وبدعم من الاتحاد الأوروبي.

​المشروع يهدف إلى تعزيز قدرات المجتمع المدني لقيادة العمل المناخي والبيئي وتعزيز جهود حماية المحميات الخمس للأراضي الرطبة، والتي تُعد درع عدن الطبيعي ضد مخاطر التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية. وقد شهد الحفل حضوراً حكومياً ودولياً رفيع المستوى.

​افتتح الأستاذ بسام القاضي، الرئيس المؤسس لمؤسسة الصحافة الإنسانية، الكلمات بتأكيد أن المشروع يمثل استجابة عاجلة للتدهور البيئي الذي يهدد المحميات، مشدداً على أن القضية هي في جوهرها قضية إنسانية تتطلب تحويل القضايا المناخية من الهامش إلى صدارة النقاش. وأشار إلى التزام المؤسسة بإيصال وجه اليمن الحقيقي للعالم وتوضيح التحديات التي تواجه عدن، كواحدة من أكثر المدن عرضة لمخاطر التغيرات المناخية، مؤكداً أن الصحافة البيئية والمناخية هي جوهر الصحافة الإنسانية.

​وأوضح القاضي أن المشروع يهدف بشكل أساسي إلى تمكين ثماني منظمات مجتمع مدني وتأسيس شبكة "أصوات عدن الخضراء" كقوة ضاغطة دائمة. وقدّم شكره الجزيل للاتحاد الأوروبي ومنظمة سيفرورلد على الدعم السخي، وللهيئة العامة لحماية البيئة فرع عدن على التنسيق والإشراف المباشر. وشدد على أن الهدف الأسمى هو ضمان حصول اليمن على تمويلات عادلة من صناديق المناخ الدولية، وذلك من خلال إعداد ورقة سياسات عامة متكاملة ودعم الهيئة العامة لحماية البيئة لتقديم ملف المحميات إلى اتفاقية رامسار للمناصرة الدولية.

​بعد ذلك، أكد معالي المهندس توفيق عبد الواحد الشرجبي، وزير المياه والبيئة، أن تدشين المشروع يمثل خطوة نوعية نحو بناء مستقبل بيئي مستدام ودعم الاستقرار الاجتماعي في عدن، مشدداً على الأهمية الحيوية للأراضي الرطبة كونها تمثل "خط الدفاع الطبيعي" و "إرث ودرع" للمدينة ضد التغيرات المناخية. كما ثمّن معاليه جهود مؤسسة الصحافة الإنسانية ومنظمة سيفرورلد ودور الهيئة العامة لحماية البيئة، معتبراً تمكين منظمات المجتمع المدني ليصبحوا قادة مناخيين مدربين استثماراً حقيقياً في مستقبل العمل البيئي باليمن.

​وأكد الوزير الشرجبي الدعم الحكومي الكامل للعمل المشترك لتجهيز وتقديم ملف المحميات إلى اتفاقية رامسار لضمان الحماية الدولية، مشيراً إلى أن هذا الهدف يعد "استراتيجياً" للوزارة. ودعا القائمين على المشروع إلى مضاعفة الجهد في مسار الضغط وصنع السياسات، من خلال تفعيل شبكة "أصوات عدن الخضراء" وإعداد ورقة سياسات عامة مفصلة، مؤكداً التزام الوزارة بفتح أبواب التعاون والتنسيق لترجمة أولويات المجتمع المدني إلى إجراءات حكومية ملموسة.

وفي السياق ذاته، أكد الأستاذ صلاح العاقل، نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة، أن دور وزارته محوري وفاعل، والتزامها بتحويل القضايا المناخية من الهامش إلى صدارة النقاش وصُنع القرار. كما أشاد العاقل بجهود مؤسسة الصحافة الإنسانية وتميزها في الصحافة المتخصصة، حيث عملت على توثيق قضايا المناخ عبر سلاسل تحقيقات صحفية معمقة لسنوات، وهو نوع الصحافة الذي تحتاجه اليمن.

​ولخص العاقل الأهمية الاستراتيجية للمشروع في ثلاثة محاور: الاستثمار في المحتوى والوعي الوطني لتقديم وجه اليمن الحقيقي للعالم، وحماية الكنز الثقافي والسياحي المتمثل في المحميات، والتدويل والمناصرة لتمكين الهيئة العامة لحماية البيئة من تقديم ملف المحميات إلى اتفاقية رامسار. وأكد أن هذه الجهود ستخدم بشكل مباشر هدف الحصول على ملايين الدولارات من صناديق المناخ، معلناً التزام الوزارة بتسخير كافة منصاتها الإعلامية لدعم المشروع.

​بعد ذلك، أكد الأستاذ منصور زيد، وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي، أنه لشرف عظيم المشاركة في تدشين "أصوات عدن الخضراء" والذي يمثل خطوة نوعية ونموذجاً مهماً في دمج العمل البيئي والمناخي ضمن الأجندة التنموية الوطنية. وأشار إلى أن الوزارة ستعمل على دعم هذه المبادرات وتعزيز الشراكة بين المانحين والمؤسسات الوطنية، كما أشاد وكيل الوزارة بجهود الاتحاد الأوروبي ومنظمة سيفرورلد ومؤسسة الصحافة الإنسانية في إطلاق هذا المشروع، مشيراً إلى أن هذه الشراكات الفاعلة تعزز قدرة الوزارة على تأمين التمويل الدولي للمشاريع البيئية.

​وشدد زيد على أن المشروع يجسد ثلاثة أبعاد استراتيجية: أولها تمكين المجتمع المدني من خلال تأسيس شبكة "أصوات عدن الخضراء" كاستثمار في قدرة البلاد على الصمود، وثانيها أهمية كبرى لحماية الموارد الطبيعية عبر التركيز على الأراضي الرطبة كركيزة للاستقرار والتنمية المستدامة، وثالثها التزاماً بالبعد الدولي من خلال إعداد ورقة سياسات عامة والتحضير لتقديم ملف المحميات لاتفاقية رامسار، مما يعكس السعي لتدويل قضايا المناخ في اليمن واستقطاب المزيد من الدعم الدولي. وقد أكد وكيل الوزارة دعمهم الكامل للمشروع الذي يربط بين احتياجات المجتمع المدني والأولويات التنموية الوطنية.

​وفيما يتعلق بالسلطة المحلية، نقل الدكتور رشاد شائع، وكيل المحافظة نيابة عن معالي محافظ العاصمة عدن، تحيات السلطة المحلية، مؤكداً أن "أصوات عدن الخضراء" يمثل خطوة مهمة لرفع الوعي بقضايا المناخ في المدينة، التي تعد من الأكثر عرضة لمخاطر الكوارث الطبيعية. وأكد الدكتور شائع إشادته بمؤسسة الصحافة الإنسانية والداعمين للمشروع على هذا الجهد، وتطلعه إلى أن يكون مشروع "أصوات عدن الخضراء" نموذجاً يُحتذى به في تعزيز العمل البيئي والمناخي في العاصمة عدن.
​وأكد الدكتور شائع التزام السلطة المحلية الكامل بدعم هذه المبادرات النوعية، مشدداً على أن قضية المناخ هي قضية إنسانية وتنموية.

​ثم ألقت المهندسة شيماء المحضار، ممثلة منظمة سيفرورلد، كلمتها مؤكدة أن المنظمة تؤمن بأن بناء السلام والاستقرار يتم عبر التمكين الحقيقي للشركاء المحليين من خلال شراكات تتسم بالعدالة والمرونة. وشددت المحضار على أن دور سيفرورلد لا يقتصر على توفير التمويل، بل يمتد ليشمل تعزيز القدرات وبناء الشراكات، وتمكين المجتمع المدني من قيادة عملية التغيير بشكل مستدام. واعتبرت أن مشروع "أصوات عدن الخضراء" يجسد هذه الفلسفة من خلال منح القيادة للأصوات المحلية في القضايا البيئية وتعزيز قدرة الإعلام الإنساني على الوصول إلى صناع القرار.

​بعد ذلك، أكد الدكتور عبدالله الحو، نائب رئيس هيئة الثقافة والإعلام في المجلس الانتقالي الجنوبي، أن المشروع يمثل "استجابة عاجلة لخطر داهم" يتهدد المدينة، مشيراً إلى أن المحميات الخمس للأراضي الرطبة هي "الدرع الطبيعي لعدن" في مواجهة الكوارث المناخية. وفي هذه المناسبة، أشاد الدكتور الحو بالدور المهم والنوعي لمؤسسة الصحافة الإنسانية (HjF) التي تعد الأكبر محلياً في الصحافة المتخصصة، لتميزها في توثيق قضايا المناخ وضمان حصول اليمن على تمويلات عادلة. وتعهد الدكتور الحو بتسخير كافة الجهود الإعلامية لتوثيق هذه المخاطر بدقة، ودعم تقديم ملف المحميات لاتفاقية رامسار الدولية لضمان مستقبل أخضر للعاصمة عدن.

​واختتمت الكلمات بكلمة الهيئة العامة لحماية البيئة فرع عدن، التي ألقاها المهندس نيازي مصطفى محمود، مؤكداً دور الهيئة كجهة منسقة ومشرفة على المشروع، مشدداً على أن الهيئة ترحب بالجهود المبذولة لـتمكين المجتمع المدني في مجال المناصرة البيئية.

كما أعرب المهندس محمود عن شكره للاتحاد الأوروبي ومنظمة سيفرورلد ومؤسسة الصحافة الإنسانية على المبادرة وإطلاق المشروع، مؤكداً أن الشراكة مع "أصوات عدن الخضراء" هي ضرورة لترجمة الوعي البيئي إلى إجراءات حكومية ملموسة على الأرض لحماية البيئة. وأوضح محمود أن الهيئة ستعمل عن كثب مع شبكة "أصوات عدن الخضراء" على إعداد ملف المحميات الفني بشكل متكامل، لتقديمه إلى اتفاقية رامسار، كهدف رئيسي لضمان الاعتراف والحماية الدولية لهذه المواقع الحيوية.

​كما شارك الدكتور محمد حمود، مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل نيابة عن معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، مؤكداً أن الوزارة تدعم كافة الجهود التي تساهم في بناء قدرات المجتمع المدني ليصبح قادراً على قيادة المبادرات التنموية والبيئية، وأن المشروع يتقاطع بشكل مباشر مع أهداف الوزارة في تمكين المنظمات المحلية، معرباً عن تطلعه لأن تكون شبكة "أصوات عدن الخضراء" إطاراً فاعلاً في خدمة المجتمع.

​فيما، قدمت المهندسة كوثر محمد، عرضاً تقديمياً (باوربوينت) موجزاً وشاملاً لمشروع "أصوات عدن الخضراء"، موضحة الأهداف والمخرجات الرئيسية للمشروع الذي يمتد لخمسة أشهر. وركز الملخص على آليات بناء القدرات لثماني منظمات مجتمع مدني، وخطة العمل الإعلامية الميدانية والرقمية الواسعة، والمسار الزمني لإعداد ورقة السياسات وملف المحميات لـ "اتفاقية رامسار"، مؤكدة أن المشروع يهدف إلى تأسيس بنية تحتية مستدامة للعمل المناخي في عدن.

​بعد استكمال الكلمات، تم عرض فيلم وثائقي قصير استعرض أبرز الأنشطة والمشاريع التي نفذتها مؤسسة الصحافة الإنسانية على مدى خمس سنوات في مجالات المناخ والبيئة. وركز الفيلم على سلاسل التحقيقات الصحفية المعمقة، والأبحاث والدراسات باللغتين العربية والإنجليزية، والحملات الدولية التي ساهمت المؤسسة في تنفيذها، ليقدم دليلاً على خبرة المؤسسة وتميزها في أنسنة القضايا البيئية والمناخية.

​واختتم حفل التدشين بالرد على أسئلة وسائل الإعلام من قبل مؤسسة الصحافة الإنسانية ومنظمة سيفرورلد والهيئة العامة لحماية البيئة فرع عدن، والسلطة المحلية ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن.

حضر حفل التدشين منظمات المجتمع المدني المقبولة في المشروع وممثلي الهيئة العامة لحماية البيئة وعدد من مسؤولي المكاتب التنفيذية والمحلية بالعاصمة عدن وممثلين عن منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.

​تُعد مؤسسة الصحافة الإنسانية (HjF) منظمة محلية غير ربحية متخصصة ورائدة في مجالات الصحافة البيئية والمناخية والتنمية المستدامة، حيث تُصنف كأكبر مؤسسة متخصصة في هذا المجال محلياً. تأسست المؤسسة بهدف أنسنة القضايا البيئية والمناخية وتحويلها إلى أولوية عامة ورسمية، وذلك عبر إنتاج محتوى صحفي استقصائي نوعي، وسلاسل تقارير معمقة، وأبحاث ودراسات تنشر باللغتين العربية والإنجليزية. تركز المؤسسة على تدويل مخاطر البيئة في اليمن ومناصرة الفرص، وتسعى لضمان حصول البلاد على تمويلات عادلة من صناديق المناخ الدولية لمواجهة الكوارث المتفاقمة.