"الصحافة الإنسانية" تطلق الأطر الرسمية لـ "أصوات عدن الخضراء" برعاية وزير المياه والبيئة ومحافظ العاصمة عدن

2025-10-16

أطلقت مؤسسة الصحافة الإنسانية (hjf) الأطر الرسمية والمهنية لشبكة "أصوات عدن الخضراء"، وهي منصة مدنية مكرسة للمناصرة في القضايا البيئية والمناخية في العاصمة عدن.

جاء ذلك خلال ورشة العمل الخامسة ضمن مشروع "تكامل"، التي نُفذت اليوم الخميس، بالشراكة مع منظمة "سيفرورلد" وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبالتنسيق المباشر مع فرع الهيئة العامة لحماية البيئة بعدن، وبرعاية مشتركة من معالي وزير المياه والبيئة المهندس توفيق الشرجبي، ومعالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس.

حملت الورشة عنوان: "مناقشة وإقرار مسودة ميثاق الشرف والملف التعريفي لشبكة أصوات عدن الخضراء"، وشهدت حضوراً مميزاً لثماني منظمات مجتمع مدني، إلى جانب ممثلين عن الهيئة العامة لحماية البيئة وديوان وزارة المياه والبيئة.

وفي كلمته الافتتاحية، أشاد المهندس عبدالسلام الجعبي، وكيل الهيئة العامة لحماية البيئة، بالهدف المحوري لمشروع "أصوات عدن الخضراء" والمتمثل في تمكين منظمات المجتمع المدني من قيادة العمل المناخي والبيئي، وتعزيز حماية محميات الأراضي الرطبة الخمس في عدن، التي تمثل "خط الدفاع الطبيعي للمدينة ضد التغيرات المناخية".

وأثنى الجعبي على مصفوفة أولويات القضايا البيئية والمناخية التي تم إعدادها، واصفاً إياها بأنها "خارطة طريق رسمية للصمود المناخي والبيئي في عدن"، معرباً عن تطلع الهيئة لاعتمادها كأداة للتخطيط الاستراتيجي. كما أكد دعم الهيئة المستمر وتطلعها للعمل مع شبكة "أصوات عدن الخضراء" على تجهيز وتقديم ملف المحميات إلى اتفاقية رامسار لضمان الحماية الدولية.

من جانبه شدد الدكتور محمد حمود، المدير العام لمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالعاصمة عدن، على أن حماية الأراضي الرطبة والمحميات في عدن هي "واجب اجتماعي، وطني، وديني" تجاه المدينة، مشيراً إلى أن الجميع يتحمل مسؤولية الحفاظ على هذه المحميات. وأكد حمود أن وجود مبادرة "أصوات عدن الخضراء" بمشاركة منظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية يمثل دافعاً قوياً لمواصلة هذا العمل البيئي الهام، داعياً إلى ضرورة استغلال الزخم الناتج عن الورشة بعد الاطلاع على أوراق العمل القيمة.

​وفي سياق متصل، دعا الدكتور حمود إلى العمل بجدية "لاستصدار قرار حكومي، أو على أعلى المستويات، يضع حداً للتعديات ويضبط عملية التخطيط العمراني" في مناطق المحميات. وأوضح أن توفير المخطط العام (الماستر بلان) لمدينة عدن سيسهل بشكل كبير التمييز بين الأماكن المخصصة للإنشاء والبناء وبين الأماكن التي يجب الحفاظ عليها كمحميات طبيعية، مؤكداً أن ذلك سيضمن الحماية المستدامة لهذه المواقع الحيوية.

بدوره ​أكد أكرم عادل، ضابط  مشروع في منظمة سيفرورلد، أن شبكة "أصوات عدن الخضراء" تهدف لتحويل العمل المناخي والبيئي إلى "شيء واقعي وملموس" عبر أنشطة ميدانية كحملات المناصرة والنظافة والتسوير للمحميات الرطبة. مؤكداً  على أهمية إعداد ملف المحميات الفني بشكل متكامل لتقديمه إلى اتفاقية رامسار لضمان الحماية والدعم الدولي.

وشدد عادل على الأهمية الاستراتيجية للشبكة في تعزيز التنسيق والربط مع الشبكة الإقليمية للاتحاد الأوروبي، لضمان تبادل الخبرات ودعم جهودها في ترسيخ العمل البيئي المستدام وتحقيق أهداف مشروع "تكامل".

وشهدت الورشة حضور شخصيات رسمية وأكاديمية بارزة، من بينهم الأستاذ الدكتور وهيب عزيبان عميد كلية الإعلام بجامعة عدن، والبروفيسورة ندى السيد حسن أستاذة علوم الحياة والبيئة بجامعة عدن، إلى جانب وليد باهارون ومحمد بامطرف من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وأكرم عادل ضابط المشاريع في منظمة سيفرورلد.

أدار الورشة الخبير في المناخ والبيئة والتنمية المستدامة الدكتور جمال باوزير، والمستشارة القانونية القاضية إشراق المقطري.
وتركزت أعمال الورشة على مناقشة وإقرار مسودة ميثاق الشرف التي تحدد المبادئ الأخلاقية والمهنية لأعضاء الشبكة، بالإضافة إلى اعتماد الملف التعريفي (البروفايل) الذي يوضح رؤيتها ورسالتها وأهدافها الاستراتيجية.

وأكد المشاركون من مختلف الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني أهمية هذه الخطوة في تعزيز العمل المشترك والشفافية في القضايا البيئية، وشددوا على ضرورة تمكين المجتمع المحلي من قيادة المبادرات البيئية المستدامة والمساهمة الفاعلة في جهود التكيف مع التغيرات المناخية.

إلى ذلك، أوضح الأستاذ بسام القاضي، رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية (hjf)، أن المسودة الأولية لميثاق الشرف والملف التعريفي أُعدت مسبقاً من قبل المؤسسة، مشيراً إلى أن الورشة أتاحت للمشاركين تقديم الملاحظات والتعديلات اللازمة، على أن يتولى ميسرو الورشة تنقيحها وإعدادها بصيغتها النهائية.

وأضاف القاضي أن الإعلان الرسمي عن الشبكة سيتم خلال مؤتمر صحفي مفتوح خلال الأيام القادمة، بمشاركة ممثلين عن الوزارات والجهات الحكومية والسلطات المحلية، إلى جانب نخبة من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية.

ويهدف مشروع "أصوات عدن الخضراء" إلى تمكين المجتمع المدني والشباب في عدن لقيادة التغيير في القضايا البيئية والمناخية، وبناء قدرات المنظمات المحلية في مجالات المناصرة البيئية والعمل المناخي.

كما يركز المشروع على تأسيس شبكة فاعلة من الأصوات المحلية لدعم السياسات البيئية المستدامة، من خلال سلسلة من الورش التدريبية والحملات الإعلامية التي تسعى إلى حماية محميات الأراضي الرطبة الخمس في عدن، واستعادة الملامح الخضراء للمدينة، وتعزيز الوعي بمخاطر التدهور البيئي.

وتهدف الأنشطة أيضاً إلى مساعدة اليمن في الوصول إلى التمويل المناخي وزيادة القدرة على الصمود في مواجهة آثار التغير المناخي. كما يعمل المشروع على تمكين فرع الهيئة العامة لحماية البيئة بعدن لإعداد ملف فني متكامل للمحميات لتقديمه إلى اتفاقية رامسار لضمان الحماية والدعم الدولي.

يُذكر أن مؤسسة الصحافة الإنسانية (hjf) هي منظمة مجتمع مدني مستقلة وغير حكومية وغير ربحية، تأسست في عدن عام 2019، وتعد من أبرز المنظمات المحلية المتخصصة في اليمن في مجالات العمل المناخي والبيئي وأنسنة وتطوير الإعلام.