تدشين ورشة تدريبية حول "الصحافة الاستقصائية" للصحفيين بمحافظتي لحج والضالع

2020-09-12

دشنت مؤسسة الصحافة الإنسانية اليوم السبت في العاصمة عدن فعاليات الورشة التدريبية الخاصة بـ "أساسيات الصحافة الاستقصائية" والتي تستهدف 20 صحفي وصحفية بالمناصفة بين محافظتي لحج والضالع .

وتحتضن قاعة شبام بفندق كورال وسط العاصمة عدن انشطة الورشة التدريبية التي يدرب فيها الزميلين احمد الواسعي ونشوان العثماني وتنظم بالشراكة مع موقع البعد الرابع وبالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية - مكتب اليمن وتستمر لمدة 6 ايام بواقع 7 ساعات يومياً للفترة من 12 إلى 17 سبتمبر 2020. 

وفي كلمة الافتتاح رحب الصحفي بسام القاضي رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية بالاستاذ محمود قياح القائم باعمال الممثل الغير مقيم و مدير برامج مؤسسة فريدريش إيبرت ومدربي الدورة والشركاء والمتدربين من الصحفيين/ات بمحافظتي لحج والضالع.

وقال القاضي ان ورشة الصحافة الاستقصائية تأتي امتداداً لأنشطة المؤسسة في مجال تطوير الصحافة الإنسانية والإعلام بشكل عام، لافتاً إلى انه تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية الاحترازية بشأن فيروس#كورونا بما فيها التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات وتوقيع تعهدات مسبقة من المشاركين قبل اختيارهم للتأكيد على الالتزام بإجراءات الوقاية الاحترازية .

وأوضح القاضي بان الدورة تستهدف 20 صحفي وصحفية من محافظتي لحج والضالع تم اختيارهم وفق معايبر وشروط تم الإعلان عنها أثناء إعلان التقديم إلكترونياً وتم منح الفرصة للجميع خلال أسبوعين وعقب الانتهاء للتقديم تم اختيار المقبولين بالمناصفة بين المحافظتين ممن تنطبق عليهم شروط التسجيل .

وحث رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية المشاركين/ات بالانضباط والإلتزام بكامل ساعات التدريب والاستفادة من الدورة النوعية المكثفة في مجال الصحافة الاستقصائية، متمنياً للجميع التوفيق والنجاح.

ولفت القاضي بان أنشطة مؤسسة الصحافة الإنسانية امتدت عبر التعلم عن بعد لتشمل اكثر من 300 صحفي وصحفية من 25 دولة عربية وافريقية رغم جائحة كورونا المخيفة لكل العالم، مشيراً ان أنشطة المؤسسة تنوعت بين تدريبات رقمية وأخرى مباشرة في مجال الصحافة الرقمية والصحافة الإنسانية وصحافة البيانات وصحافة الموبايل والتغطية أثناء الأزمات الصحية وجائحة كورونا وأخلاقيات مهنة الإعلام وحملات إنسانية ومبادرات رقمية توعوية وغيرها .

إلى ذلك استهل القائم باعمال الممثل الغير مقيم و مدير برامج مؤسسة فريدريش إيبرت محمود قياح كلمته بالقول: "يشرفني ويسعدني أن أرحب بكن/م جميعا نيابة عن مؤسسة فريدريش إيبرت لحضور هذه هذه الورشة ونشكر جهود الأصدقاء في مؤسسة الصحافة الانسانية و موقع البعد الرابع وتستهدف الصحفيين في محافظتي لحج والضالع ونحن فخورون بدعمهم" .

وأردف بالقول: مؤسسة فريدريش إيبرت هي منظمة دوليةغيرحكومية ولها علاقات وثيقة بالبرلمان الألماني،والحركة النقابية الألمانية. تأسست في عام 1925 بهدف دعم التفكيرديمقراطي لجميع طبقات المجتمع، مضيفاً تشترك مؤسسة فريدريش إيبرت في قيم الديمقراطية الاجتماعية ومن بين أنشطتها وأهدافها من أمور أخرى بأنها تساعد على إنشاء نظام اقتصادي واجتماعي يتميز بعدالة اجتماعية. في مثل هكذا نظام, يتسم بضمان أن كل شخص يعيش حياة تصان فيها كرامته الإنسانية ويحظى بالدعم المادي الضروري من أجل ضمان أن يتمكن من المشاركة في الحياة الاجتماعية والديمقراطية.

وبدأت مؤسسة فريدريش إيبرت وفق محمود قياح خلال الستينات بفتح مكاتب في دول أخرى من أجل تبادل الأفكارالأكاديمية والاقتصادية والسياسية في جميع أنحاء العالم. واليوم لدى مؤسسة فريدريش إيبرت مكاتب في أكثر من 110 دولة حول العالم وتعمل بالأموال الممنوحة من البرلمان الألماني، وتهدف الى نشر المعرفة حول فوائد الديمقراطية عن حقوق الإنسان والمسؤولية الاجتماعية في جميع انحاء العالمبدأ انشطتنا الأولى في اليمن عام 1997 وفنح المكتب في عام 1999.

والصحافة الاستقصائية هي أحد أنواع الصحافة والتي يقوم فيها الصحفيين بالتحقيق في موضوع معين مثل جرائم خطيرة أو فساد سياسي أو مخالفات الشركات. وقد يقضي الصحافي الاستقصائي شهور أو سنوات في البحث وإعداد التقرير.

وارجع قياح تأخر نشوء الصحافة الاستقصائية في الدول العربية لأسباب وعوامل عديدة، فالصحافة الاستقصائية لا يمكن أن تنشأ إلا في ظل قدر كافٍ من الديمقراطية التي توفر الحماية للصحافة والصحفيين، وحتى أواخر القرن العشرين تقريباً، كانت معظم الدول العربية تعاني من ضعف المنسوب الديمقراطي في أنظمتها السياسية والتشريعية خصوصاً ما تعلق منها بحريات النشر والتعبير والحصول على المعلومات، مما لم يوفر الشروط اللازمة لظهور تحقيقات استقصائية يُعتد بها.

قياح أكد في سياق حديثه أن صحافة الاستقصاء تعاني الكثير من المشاكل فهي تحتاج إلى قدر كبير من التفرغ، والجهد للبحث والوصول للحقيقة، بالإضافة إلى صعوبة الوصول لمعلومات مؤكدة، فلا توجد جهة ما يستطيع الصحفي الوصول من خلالها لإحصائية حقيقية وموثوق فيها فضلاً عن التضارب في الأرقام.

وأضاف لم يعرِف العالم العربي هذا النَّـمط الخاص جدّا من الصحافة، إلا في السنوات الأخيرة وبقدْر هامِـش الحرية المُـتاح في كل دولة، ما جعل المشهَـد مُـتشابهاً في معظم البلدان العربية.

واستدرك بالقول:"منذ العام 2005، سعى إعلاميون عرب لإرساء صحافة استقصائية عربية وشكَّـلوا من أجل ذلك شبكة أريج (ARIJ)، وكبداية فقد اقتَـصر على الأردن وسوريا ولبنان، ثم توسَّـع لاحقا ليشمَـل فلسطين، مصر، العراق، البحرين، اليمن وتونس".

وزاد: هذه هي الورشة الثالثة في هذا العام 2020 حيث عقدت ورشة مماثلة في محافظة حضرموت ومارب وكانت تلك الورش اون لاين عبر تطبيق الزوم بسبب جائحة كرونا ستستمر المؤسسة بعقد هكذا ورش.

واختتم قياح كلمته بالقول: "نتمنى لكم الاستفادة من هذه الأيام التدريبية الستة".

من جهته قال رئيس تحرير البعد الرابع الزميل ماجد الشعيبي أن هذه الورشة تمثل فرصة إيجابية للمتدربين ومن خلالها ستفتح لهم فرص جديدة من شأنها أن تطور من مهاراتهم وامكانياتهم الصحفية للوصول الى مصاف الصحافة الاستقصائية التي ستكون هذه الدورة التدريبية فاتحه جديدة في مسيرة كل الصحفيين المتدربين والتي من شأنها ان تشكل فارقا في حياتهم العملية .

يذكر ان مؤسسة الصحافة الإنسانية هي منظمة مجتمع مدني غير ربحية متخصصة في تطوير الصحافة الإنسانية والإعلام بشكل عام وتسعى إلى انسنة الإعلام وتوظيفة لخدمة الإنسانية بكل مهنية وحيادية واحترافية ومقرها مدينة عدن بجنوب اليمن.