توزيع “الحقيبة المدرسية”، للعودة إلى المدارس بعدن

2020-10-04

عدن:بسام القاضي 

"اليوم أرى السعادة في وجوه أطفالي تملأ عدن، وقد تسلمت لهم 3 حقائب مدرسية متكاملة، واحس أن حمل كبير قد انزاح عن كاهلي” بهذه الكلمات وبسعادة غامرة تعبر أم مياد صالح عن الأثر الإيجابي الذي تزرعه تلك المشاريع في نفوس الأسر بعدن”.

تواصل السيدة الثلاثينية وهي من الأسر المتعففة جداً وتقطن حافة بيوت الطيارين وسط مديرية المنصورة بالقول: “في ظل انقطاع راتب زوجي لأشهر طويلة، ومع حلول موعد العام الدراسي الجديد، ظللت لأيام أفكر كيف سيمكنني توفير “المتطلبات المدرسية” لأطفالي، ونحن من دون مصاريف، وزوجي لا يقدر على اي عمل آخر كونه يعاني من انزلاق في العمود الفقري منذ عامين، ليأتي الفرج من الله وعبر مشروع الحقيبة المدرسية المجانية”.

في معرض حديثها لـ “صوت إنسان” ووسط تنهيده يملؤها القهر تتوقف ام مياد عن الحديث مجهشة بالبكاء، وهي بذلك تعكس واقع الحال المر لعائلات تعاني العوز، نتيجة توقف المرتبات وانعدام الخدمات، وانهيار اقتصادي وغلاء معيشي فاحش، وبعد نفس طويل تحاول أم مياد استعادة تماسكها لإكمال حديثها قائلة “مله تعبنا ومحد حاسس فينا” إلى متى تظل الرواتب متوقفة وعيشتنا منكدة؟!.

مسؤول الإعلام والاتصال بمكتب منظمة الطفولة “يونيسف ” بعدن علي أحمد قاسم أكد أن المنظمة بصدد توزيع ٦٥ الف حقيبة هذا العام في عدن فقط غير ما سيتم توزيعه في باقي المحافظات، ويضيف: وزعنا في بداية الفصل الدراسي الثاني الماضي “يناير ٢٠٢٠” ٣٠٠ الف حقيبة، وسنقوم بتوزيع معدات تعليمية كسبورات، كراسي، حقائب تعليمية وترفيهية، كما وزعنا إلى الآن أكثر من 20 الف طاولة مدرسية خلال العام الجاري”.

وأشار بأن التوزيع يتم عبر مكاتب التربية والتعليم بالمحافظة عبر آلية لإحصاء الأطفال المحتاجين والفقراء والتي تقوم بتوزيعها على الطلاب في مدارسهم وذلك تجنباً لحرج أولياء الأمور أو معاناتهم في طوابير أو نقاط التوزيع.

وأوضح قاسم إلى أنه في ظل جائحة كورونا ستوزع اليونيسيف كمامات للتلاميذ والمدرسين كدفعة أولى تقدر بـ ٥٠ ألف كمامة ستوزع عبر مكتب التربية والتعليم في مدارس عدن إضافة للمعقمات اليدوية والصابون، ومؤكدًا على أن لديهم خطة لتعقيم المدارس كافة.

من جهته قال خالد هيثم مدير الأنشطة بمكتب التربية بعدن بأن تدشين العام الدراسي تم من مدرسة أوسان بمدينة المعلا وتوزيع 10726 حقيبة مدرسية منحت للطلاب والطالبات في الصفوف الثلاثة الأولى للتعليم الأساسي بدعم منظمة من اليونيسف تستهدف عموم مدارس التعليم الأساسي بعدن.

ولفت هيثم بأن توزيع الحقائب المدرسية تتم وفق معايير وعبر المشرفات الإجتماعيات في المدارس تضم أسر ما وصفهم بالشهداء، والايتام وذوي الاحتياج الأشد من أسر الفقراء، مشيراً انه بالتواصل مع اليونيسيف تم توزيع 100 حقيبة تعليمية متكاملة تشمل مواد كثيرة لعدد 100 مدرسة في المحافظة.

وتعد مبادرات توزيع الحقيبة المدرسية المجانية للطلاب والطالبات في مدارس عدن لهذا العام بادرة طيبة، كونها تأتي في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، وهناك الآلاف من الطلاب بحاجة ماسة لها، وبدون شك ستساهم تلك الجهود في نجاح استئناف العملية التعليمية وعودة الكثير من الطلاب إلى المدارس.

 الدكتورة ياسمين باغريب رئيسة مؤسسة لأجلك يا عدن بدورها قالت أن المؤسسة هذا العام تستهدف 200 طالب وطالبة عبر ثلاث مراحل، المرحلتين الأولى والثانية بالمناصفة تستهدف 100 طالب وطالبة بمدارس مديرية دار سعد، فيما المرحلة الثالثة تشمل توزيع 100 حقيبة متكاملة تضم أبناء الاسر الفقيرة والمحتاجة وذلك تلبية لاحتياجات عينة عشوائية من الأسر التي تواصلت مع المؤسسة حيث يتم النزول من قبل فريق المشروع للتأكد والتوزيع ويشمل هذا عشرات الأسر في مديريتي خور مكسر والمنصورة وسط عدن، حد قولها.

وحول آلية التوزيع أوضحت باغريب بأنه يتم التواصل مع إدارة المدرسة المستهدفة لرفع بأسماء التلاميذ المحتاجين للحقيبة المدرسية، وهذا متابع في كل عام في مدارس عدن، كما انه هذا العام تم إستهداف بعض المحتاجين في أحد مدارس محافظة لحج المجاورة لعدن، ويمكن التواصل مع مؤسسة لأجلك يا عدن من خلال رقم الجوال واتس اب واتصال 777321014 او عبر الإيميل [email protected] او من خلال جمع رابط حساب الفيس بوك

www.facebook.com/For-Aden

جمعية الحكمة بعدن هي الأخرى هذا العام تعمل على مشروع الحقيبة المدرسية المجانية وتستهدف فيه 300 من الطلاب والطالبات الأيتام بعموم مديريات عدن، وبحسب رئيسها محمد عبد الواسع فإن معايير اختيار المستهدفين تشمل الأيتام فقط تحت سن البلوغ.

عبدالواسع أشار بأن طريقة التوزيع تتم مباشرةً بداً بيد في حديقة الملاهي بحضور اليتيم أو ولي أمره، واذا لم يحضر عبر مكاتبنا في المديريات أو ومؤسسات شريكة، ويتم التواصل مع الجمعية عبر رقم مكتب عدن 344686 او عبر حسابها في الفيس بوك

https://www.facebook.com/alhikma.adan/?ti=as

الناشط المجتمعي محمد مساعد أوضح لـ “صوت إنسان” بأن مشروع الحقيبة المدرسية المجانية الذي تنفذه في عدن عدد من المنظمات والمبادرات، والذي يأتي بالتزامن مع استئناف العملية التعليمية التي توقفت نتيجة إضراب المعلمين وجائحة كورونا هي خطوة إيجابية جداً سيكون له بالغ الأثر في إنجاح العملية التعليمية لهذا العام في ظل ما تشهده المدينة من تحديات وظروف بالغة الصعوبة والتعقيد حد قوله.

تقول المديرة التنفيذية لمؤسسة لحظة أجر، شفاء باحميش “بجهود شخصية ودعم فاعلين خير تم توفير ما يقارب 150 حقيبة مدرسية متكاملة، منها توفير احتياج 80 طالب من المنقطعين عن التعليم، وارتادوا مراكز لتحفيظ القرآن الكريم فكانت الفكرة عودتهم للمدارس بتشجيعهم بتوفير حقائب مدرسية مع كامل مستلزماتها”.

وحول آلية التوزيع تقول باحميش: “وفرنا الحقائب ومستلزماتها للمستهدفين الـ ” 80″، واوصلنا لروضة الصم والبكم 40 حقيبة، وفي وقت سابق تم توزيع 20 حقيبة متكاملة مع زي مدرسي لعدد 20 طالبة يتيمة في عدن”، مشيرةً بانه يمكن التواصل معهم عبر هاتف فريق العمل اتصال وواتس اب 736356188 او من خلال حساب المؤسسة على فيسبوك

 https://www.facebook.com/مؤسسة-لحظة-أجر-لتنمية-المجتمع-110869257255639/ .

وشهدت عدن خلال الأسابيع الماضية حملات خيرية فردية وجماعية لتوفير الحقيبة المدرسية المجانية، منها حملة مبادرة من هنا نبدأ، والتي تسعى لتوفير 70 حقيبة مع مستلزماتها لأطفال وطلاب فقراء وايتام من المتسربين عن التعليم في منطقة كود العثماني مديرية الشيخ عثمان بهدف إعادتهم إلى المدرسة وادخال السرور إلى قلوبهم كما يقول القائمون على الحملة.

ويطمح مشرفو مبادرة #من_هنا_نبدأ إلى مضاعفة العدد المستهدف والتوسع إلى مناطق مجاورة، وأنه يمكن التبرع لصالح الحملة عبر التواصل على الرقم 734560390 اتصال وواتس اب او عبر رابط حساب المبادرة على الفيس بوك https://www.facebook.com/WE.START20

وذهبت هناء أحمد، التربوية في ثانوية عدن النموذجية للبنات إلى القول “تسعى العديد من المبادرات والمؤسسات والجمعيات على توزيع الحقيبة المدرسية للأطفال من أجل استمرارية التعليم بالذات أطفال الأسر المتعففة ومحددة الدخل، والمساهمة في تخفيف العبء الواقع على الأسر محدودة الدخل جراء التكاليف الباهضة للمستلزمات المدرسية، دعم الطلاب نفسياً من خلال عودتهم إلى المدارس بحلة جديدة.

وزادت: ” مع انشغال العالم بجائحة كورونا كوفيد19، هناك صعوبات في تنفيذ الحقيبة المدرسية رغم أنه يستدعي هذا العام أن تتكاتف الجهود أكثر، نتيجة لارتفاع الأسعار وانهيار العملة، مما يعني أن هناك العديد من الأطفال سوف يتركون مقاعد الدراسة وهذا لمسناه من الميدان وتواصل بعض الأسر معنا لعجزها التام على شراء مستلزمات المدارس لأطفالها، حد قول هناء.